مات الحلم الجميل … فتحي ياسين
نتعرف في رحلة حياتنا علي اشخاص لا يشكلون قيمة حقيقية او اضافة في حياتنا
لكن معرفتي بالصحفي والموسيقي والرحالة الاستاذ فتحي ياسين كان امر مختلف تماما
ليس معتاد ان تجد هذه الايام هذا النموذج فهو رغم تخطيه سن التسعين يستمر في الحياة بشكل رائع ويتابع ما يدور اليوم من احداث ومؤيد للثورة المصرية وبقوة وجمعتني معه جلسات طويلة امتدت لساعات حكي لي فيها ذكرياته ورحلاته للصين واليابان وروسيا والخليج وايران قبل وبعد الثورة الايرانية ورحلاته في اروبا وامريكا الجنوبية وكوبا وقد زار كل هذه الدول في رحلاته حيث عمل كموسيقي لفترة طويلة وسفير للموسيقي العربية والشرقية ولكم استمتعت بعزفه علي العود والارج والكمان والقانون في ليالي اشبه بالخيال
وحكي لي ايضا قصة لقائه بعبد الناصر وعمله مع السادات كصحفي في جريدة الاهرام وايضا لقائه باشهر نجمات السينما العالمية وخاصة لقائه بمارلين مونرو نجمة الاغراء العالمية
لكن اكثر ما بهرني في هذا الرجل امرين اولهم حبه للحياة والمغامرة والثاني حكمته الشديدة التي اكتسبها من تجاربه المختلفة علي مدي سنوات عمره الطويلة
لقد اعتبرت هذا الرجل والدا لي ورغم فرق السن الشاسع لكني كنت اشعر انه صديق لي فهو رغم حياته العريضة لم يرزق بابناء وكنت سعيد عندما اعتبرني ابن له وكنت سعيد بانتمائي الي اسرته الصغيرة وقد اعتبرني نافذة جديدة له علي العالم ورغم وصوله الي هذا السن كان سعيد جدا عندما تعلم بعض مباديء الحاسب الالي من خلالي وكانت فرحته لا حدود لها عندما اصبح له بريد اليكتروني
لكن رحلة الحياة وان استمرت طويلا فانها تتوقف في لحظة محددة لكن اكثر ما يؤلم الانسان انه سيعيش بدون اشخاص لا يجود بهم الزمان كثيرا
واصعب ما في الفراق هو بقائك بدون من تحب لكن تبقي الذكري الجميلة هي السلوي الاخيرة
رحم الله فتحي ياسين وادخله فسيح جناته اسالكم الدعاء له بالرحمة وقرائة الفاتحة
البقاء والدوام لله