Thursday, November 1, 2007

كيف أبدأ التغيير؟


كيف أبدأ التغيير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيرا ما يتساءل الفرد منا عن إمكانية تغيير الآخرين بحيث يتفق هذا مع طموحاته ورؤيته الخاصة للأمور.
لكن المبدأ الصحيح الذي يجب أن نتبعه هنا هو أنه علي الإنسان أن يبدأ أولاً بتغيير نفسه وليس بتغيير الآخرين.
إن التحدي الحقيقي في الحياة هو أن تغير نفسك وأن تصبح الإنسان الذي تريد أن تكون وأن تستغل طاقاتك الكامنة لتعيش حياة أسعد، حياة خالية من القيود ومن التعجيزات ومن المشاعر السلبية والإحباطات وكما قال (توماس كليمبليس) “لا تغضب لأنك لا تستطيع جعل الآخرين مثلما تود أن يكونوا.. طالما عجزت أنت عن أن تكون الشخص الذي تريد أن تكونه”
إنك عندما تركز انتباهك على إلقاء اللوم على الآخرين فأنت هكذا تبدد قدراتك وتقلل من شأن ذاتك، وتضيع وقتك.. بدلاً من ذلك حاول أن تركز طاقتك على تحسين نمط حياتك واستمد طاقتك من مخزون قدراتك الإيجابية غير النهائية الموجودة داخلك.. وابدأ رحلتك نحو حياة أكثر توفيقا ونجاحا عن طريق تحقيق فهم أكبر وأوسع للآخرين من حولك وعن طريق التواصل الناجح مع الآخرين.
الآن يقول البعض؛ كل هذا جميل.. لكن كيف يمكنني تحقيق هذا التغيير الجذري في حياتي؟
إن الأمر بسيطٌ جدًا.. إن هذا في الواقع هو جوهر البرمجة اللغوية العصبية..
إن الإنسان في الحقيقة يتكون من جزأين..
جزء مادي وهو الجسم.
وجزء غير مادي وهو التفكير والعقل والإدراك.
حسنًا..
أيهم يتحكم في الآخر؟
- يتحكم وليس يؤثر –
- لو نظرنا سنجد أن الجزء (الغير مادي) هو الذي يتحكم في الجزء المادي.
- فالعقل هو الذي يحرك الجسم.. وفهمنا وطريقة إدراكنا للأمور؛ هي التي تحدد طريقة تصرفنا معها..
- لذا فلو أراد إنسانا ما أن يغير طريقه حياته كاملة.. فالخطوة الصحيحة هي أن يبدأ بتغيير عقله هو..


الفرضيات الأساسية للبرمجة اللغوية العصبية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- (الخريطة ليست هي المنطقة):

لو ألقيت عليك سؤالا.. ما هو تصورك عن العالم؟!

إن تصورك عن العالم هو مجموعة المعلومات التي وصلتك عن العالم.. فقط لا غير.

وهي حتما ليست نفس المعلومات التي وصلتني.. نظرًا لاختلاف النشأة والبيئة.. وكلانا يختلف عن شخص ثالث بالطبع..أليس كذلك؟

وفي كلا الحالات.. ليس هذا ولا ذاك هو العالم في حقيقته!

إن رؤية الشخص للأشياء تتكون من المعلومات التي تصله عنه فقط.. فلو سألت إنسانا منذ قرون -لم يكن يعلم بعد بوجود أميركا- عن عدد قارات العالم، فسيكون رده أنها خمس.. في حين أن هذا غير حقيقي.. إن المعلومة فقط لم تصله لذا فخريطة العالم بالنسبة له مختلفة تماما.. وهي ليست المنطقة الحقيقية بحال.

لو ضربنا مثالا آخر بطفل الصغير.. فرؤيته المبسطة للعالم تختلف تماما عن رؤيتك.. نظرا لأن كم المعلومات التي وصلتك عن العالم أكثر بكثير. ورؤية من هو أكبر منك تختلف أيضًا..

فالمقصود بالخريطة: هو (تصورك)

المنطقة: هو (العالم الحقيقي)

كم شيء في العالم تود تغييره إلى الأفضل أو بما يتفق مع رغباتك؟

إذًا ما دمنا اتفقنا أن العالم بالنسبة لك هو (عقلك) فقط لا غير.. إذا فأنت يمكنك عن طريق تغيير عقلك أنت فقط أن تغير العالم بأسره..!
نعم إن الأمر بهذه المنطقية والبساطة فعلا!

2- احترام رؤية الشخص الآخر للعالم:
قلنا في المبدأ السابق أن خرائطنا تختلف وطالما أن خرائطنا تختلف.. لذا فمن غير المتوقع أن يتصرف الآخرون طبقا لوجهات نظرنا نحن أو رؤيتنا للأمور.. إن الخرائط مختلفة أصلا فكيف تتوقع تصرفات متشابهة؟! من الطبيعي تماما أن يتصرف الآخرون أحيانا بما لا يتواءم معك.. لا تعتبر هذا تحدٍ لك ولا تحاول تغييره مطلقًا.. فقط توائم معه.

سأذكر لكَ مثالا طريفا هنا, كان هناك رجل أمريكي من المولعين بكرة السلة… بينما زوجته تهتم بالأدب أكثر ولا تولي هذه الرياضة سوى قدر ضئيل من الاهتمام وكان هذا لا يرضي الزوج.. ومن العسير التصديق أن هذا الخلاف البسيط قد تطور وتضخم إلى حد مرعب.. ألا وهو التفكير في الطلاق..
هكذا ذهبوا إلي أحد كبار مدربي البرمجة وطرحوا أمامه المشكلة. لقد كان الزوج يشعر أن زوجته لا تحبه!
بينما هي تصرخ بغضب “ماذا سيحدث لو لم أحب مشاهدة المباريات في التلفاز.. أين المشكلة الخطيرة في ذلك!” ومن المفترض بالفعل ألا توجد أية مشكلة خطيرة

هكذا أنتظر المدرب إلي أن هدأ ثم ألقى عليهما سؤالا واحدًا.

“لماذا تزوجتما ؟” ثم منحهما دقيقة للتفكير.

بعدها قالت الزوجة ” لأننا نحب بعضنا وكنا نأمل في تأسيس بيت وإنجاب أبناء” وبامتنان وافق الزوج على هذا.

كل هذا كان بدون أن يفكر أحدهما في هذه القاعدة الهامة التي ذكرناها وهي أنهما شخصان مختلفان.. ومن الطبيعي جدًا أن تكون لهما اهتمامات متباينة.. لكن الزوجة قالت فورا “لكن مع كل شيء فقد نجحنا في هذا.. فقط لو يكف عن مغالاته في كل شيء لزالت كل مشاكلنا”، وبقليل من التفاهم سرعان ما لمس كل منهما ما يجب أن يكون عليه الموقف.. هكذا اتفقا على حل وسط وهو أن يقوم الزوج بمشاهدة مباريات التلفزيون.. بينما هي تقرأ في كتاب.

قال أحد الحكماء:
“من السخافة أن تحاول جعل الآخرين يشبهونك تماما”

3- توجد نية إيجابية وراء كل سلوك:
كثير من الناس من يتشاجر مع أصدقائه أو يخسر علاقات لأن سلوكًا معينا لم يعجبه من الشخص الآخر.. دون أن يفكر في نية هذا الشخص أو غرضه، لو.. “لماذا فعل ما فعل”

لو أنك سألت لصًا –مثلا– لماذا يسرق, ربما يقول لك أنه يسرق لكي يطعم أسرته وبالتركيز على نيته سنجد قدرًا من طيبة القلب!

لذا فعندما نتعامل مع الناس فمن الضروري جدًا أن نفصل بين سلوكهم وبين نيتهم. وتذكر: لا تدع أي تصرف لأي شخص في أي وقت.. يكون تصورك الكلي عن هذا الشخص.. أو إدراكك الكلي لشخصيته وتمسك باعتقاد أنه دوما (توجد نية إيجابية وراء كل سلوك).

قال أرسطو “أعتقد أن الهدف وراء كل علم وكل تساؤل وكذلك كل نشاط ومواظبة هو قصد الخير”

4- يبذل الناس أقصي جهودهم طبقا للمصادر المتاحة لديهم:
هل مررت بتجربة ما ثم قلت بعدها “كم كنت غبيا حينما تصرفت بهذا الشكل, كان الأحرى بي أن أفعل كذا” أو “لو عاد بي الزمن لفعلت كذا”

لكنك لم تتذكر أنك حينما أقدمت على هذا الفعل فإنك كنت تتصور وقتها, أن هذا هو أفضل تصرف ممكن، أليس كذلك?

فقط لأن المعلومات التي توفرت لك وقتها كانت تدفعك إلي هذا التصرف ولو أنك توفرت لك وقتها المعلومات الكافية –التي توفرت لك في ما بعد فندمت على تصرفك لأختلف تصرفك عن هذا كليًا أليس كذلك..

لو أنك طبقت هذا المبدأ على الآخرين ستمتنع عن إصدار الأحكام المباشرة عليهم.. إنهم فقط يتصرفون طبقا لمعلوماتهم بدلا من ذلك حاول أن تساعدهم على أن يتفهموا أوضاعهم وأحوالهم بشكل أفضل.

5- لا وجود لأشخاص مقاومين وإنما هناك رجال اتصال مستبدون برأيهم:
وهناك معنى آخر لهذه الفرضية وهو (لا يمكننا ألا نتصل).. إن الاتصال مع الآخر هو شيء يحدث سواء شئنا أم أبينا, لكن الأمر الجوهري هنا هو (كيف نتواصل مع الآخرين؟)

هل نتواصل بالأسلوب المناسب أم بالأسلوب الخاطئ؟

قد تحاور شخصا في حالة (غرور أو تكبر) وتتصور أن الاتصال أو التفاهم معه مستحيل..

لكن الواقع إنك لو اتبعت الأسلوب المناسب للتواصل معه لربما تجد نتائج إيجابية.

فمثلا: قم بشرح وجهة نظرك بمنتهى الصراحة وتأكد من أنها وصلته جيدا.. ثم ببساطة.. أطلب رأيه.. فأنت هكذا تساعده على الخروج من حالة الغرور والتكبر التي يعيش فيها وتتمكن من إجراء تواصل إيجابي معه.

6- يكمن معنى الاتصال في الاستجابة التي تحصل عليها:
هذا المبدأ قد يبدو بديهيًا بسيطًا.. لكن في الواقع يمثل واحدًا من أهم فرضيات البرمجة ويندرج تحته العديد والعديد من التقنيات التي تمكنك من اتخاذ الأساليب الصحيحة للتواصل.. سواء عن طريق لغة ملفوظة أو غير ملفوظة (لغة الجسد).. وقد قام العديد من العلماء العباقرة بوضع النماذج والتقنيات التي تساعدك على هذا..

فمثلا أحد العلماء العظام وهو (ميلتون إريكسون), هذا الرجل كان أستاذا في فن الاتصال وقد قام بوضع نماذج لفظية للكلام تمكنك من اتصال أكثر نجاحا مع الآخر.. وسنذكرها بالتفصيل في الأعداد القادمة بإذن الله..

يمكنك مثلا عن طريق دراستك للبرمجة إدراك (النظام الشعوري) للآخر ..بمعنى: ما هي الحواس التي يعتمد عليها في الإدراك؟ هل السمع ؟.. أم البصر؟ ما هو شعوره الآن وكيف يفكر؟ هل تستطيع إدراك خريطته الخاصة؟ لو أنك استطعت هذا فإنك ببساطة تستطيع قيادة الآخر إلي الاتجاه الذي تريده بالضبط, وبالتالي تستطيع بشكل مباشر الحصول على النتيجة المرجوة من الاتصال.
إن أي تصرف نطلق عليه في البرمجة اسم (بلاغ).. سواء أدليت به على شكل لغة ملفوظة أو حركة
هل أدليت من قبل ببلاغ وجاء رد الفعل بما لم تكن تنتظره؟
باختصار وببساطه هذا يعني أنك اتصلت بأسلوب خاطئ..
قد يحاول البعض الاستمرار في الإدلاء بنفس البلاغ وبنفس الأسلوب متوقعا نتائج مختلفة, إن هذا مستحيل.. فالمعطيات الثابتة تعطي نتائج ثابتة دوما, توقف لحظة, خذ نفسا عميقا. وكرر ما قلته, لكن بصيغة أخرى.

حتما سوف تحصل على نتيجة مختلفة..

هنا يأتي مباشرة الفرضية التالية..

7-الشخص الأكثر مرونة هو الذي يسيطر على الموقف:
أي لا تكن كالذبابة التي أرادت الخروج من شباك مغلق بالزجاج فظلت ترتطم به إلي أن ماتت!! بينما النافذة في الجهة الأخرى مفتوحةً على مصراعيها..

لكن كن كالفأر!

أي فأر؟

كان هناك عالم اسمه (بافلوف).. أخذ فأرا ووضعه في متاهة وظل يضع له له قطعة جبن يوميا في مكان ما.. هكذا يتوجه الفأر إليها ويأكلها.. واستمر هذا لعدة أيام حتى تأقلم الفأر على هذا النظام, وبعد فترة غيَّر (بافلوف) مكان قطعة الجبن, .. فلما اتجه الفأر إلي المكان المعتاد لم يجد شيئا. هكذا توقف في مكانه وبدأ بتشمم المكان ثم اتبع حاسته إلي أن استطاع الوصول إلي المكان الحقيقي للجبن هذه المرة.

فإنك حين تفشل مره في تواصلك مع شخص آخر، لا تيأس, غير من طريقتك و جرب مرة أخرى, كن أكثر مرونة, واصل محاولاتك عدة مرات إلي أن تصل إلى تفاهم متبادل مع الآخر.

8- لا وجود للفشل وإنما هناك تراكم خبرات:
في الواقع لا يوجد شيء في حياة الإنسان اسمه (فشل) فهذا اللفظ غير موجود في البرمجة اللغوية العصبية أصلا!

قد يتعجب البعض من هذا المبدأ.. فالفشل موجود بالفعل وقد تعرض له الكثيرون مرة أو اكثر..

لكن الواقع أن الناس ميالون للتفكير في الجوانب السلبية في حياتهم ويعتبرون أن عدم إنجاز شيء ما من أول مرة على أكمل وجه في أقصر وقت هو فشل ذريع! إن هذا غريب.
فقد يمر أحدهم بتجربة سيئة بالنسبة لشيء ما.. بالتالي قد يفقد الثقة بنفسه تجاه هذا الشيء.. بل وقد تؤثر عليه بقية حياته.

فمثلا قد يجرب شخص ما أسلوبا جديدا لزيادة مبيعات شركته مثلا فإذا حصل على نتائج ضعيفة.. قد يتوقف تماما عن التجربة في المستقبل، بحجة أنه فشل من قبل..

لكننا لو نظرنا إلى أحد العباقرة في التاريخ مثل (توماس أديسون ) مخترع المصباح الكهربي سنجد أنه فشل مرات عديدة قبل أن ينجح في اختراعه..

ولو سألت شخصا ما عن عدد المرات التي يتوقع أن يكون قد فشل فيها أديسون قبل أن ينجح في اختراعه فقد يتوقع فشل مرة أو مرتين.. ربما عشر مرات أو عشرون أيضًا!

لكن الواقع أن توماس أديسون قد فشل 999 مره متوالية قبل أن ينجح في المرة الألف!

إن أديسون لم يدرس البرمجة اللغوية العصبية لكن عندما سأله الناس التوقف بحجة أنه فشل في اختراعه

رد عليهم قائلا: “إنني لم أفشل.. أنا فقط اكتشفت 999 طريقة لا يمكن صنع المصباح بها”

لقد صار أكثر الناس خبرة بهذا الأمر فكيف يتركه؟!!

بتفكير كهذا أستطاع إديسون في المرة التالية مباشرة اختراع المصباح.

ولو أنك جلست مع أحد الأشخاص الناجحين.. وسألته أن يقص عليك قصة نجاحه.. فإنه لن يقص عليك سوى قصص العوائق والتحديات التي واجهته وكيف أنه تعرض مرات عديدة للفشل والإخفاق لكنه استطاع التغلب عليها والنجاح في النهاية!

أنا شخصيًا أرى أن هذا هو الفارق المميز بين شخص ناجح وآخر غير ناجح.. إذ لا أهمية لعدد المرات التي تكون قد فشلت فيها في الماضي.

هناك حكمة صينية رائعة تقول “يأتي النجاح من القرارات الصائبة.. والقرارات الصائبة تأتي من الخبرة.. والخبرة تأتي من التجارب.. والتجارب تأتي من التقدير الخاطئ للأمور”

9- لكل تجربة (شكلية) إذا غيرت الشكلية.. غيرت التجربة معها:
إن عقل الإنسان يحتفظ بالتجارب على شكل خبرات معينه.. قد تكون خبرات سيئة مما يؤثر عليه مستقبلا.. لكنك تستطيع بسهوله تغيير هذه الخبرات عن طريق تغيير (شكلية التجربة) أي تغيير تصورك الذهني عنها

سأضرب لك مثالا طريفا على هذا..

دخلت أحد السيدات على أحد كبار مدربي البرمجة في مكتبة معلنة بقوة أنها تكره الصراصير إلي حد الإصابة برعب هستيري والهرب عند رؤية صرصور.. هنا كان رد فعل المدرب عبقريا حقًا.

إذ ربط لها فورًا بين لون الصرصور البني الكريه وبين لون السروال الذي ترتديه كان نفس اللون بالمصادفة!.. هكذا أزال ببساطه ذلك الإيحاء المقبض للون البني, فهي تستعمله في حياتها اليومية.. كانت هذه أول خطوة..

ثم أطلق على الصرصور اسم ممثل كوميدي شهير تحبه.. هكذا أصبحت السيدة تنفجر ضاحكة كلما ذكر أمامها كلمة صرصور.. لقد تغيرت شكلية التجربة عندها تماما.

البعض يعاني من خبرة سيئة بسبب مدرس الابتدائي الذي كان يعامله بقسوة.. لكنه من جهة أخرى فقط حصل على نتائج أفضل في الشهر التالي.
يمكنك تطبيق هذا على كل تجربة سيئة في حياتك وبأساليب مختلفة..انظر إليها من زاوية مختلفة.. وسوف تغير التجربة بأكملها..

10- يتم الاتصال الإنساني على مستويين.. الواعي واللاواعي:
أعلن الدكتور (جورج ميلر) من جامعة هارفارد أن العقل الواعي قادر على استيعاب 7 معلومات في الثانية الواحدة تقريبا.. بينما العقل اللاواعي قادر على استيعاب ما يزيد عن 2 بليون معلومة في الثانية الواحدة،إن قدرة استيعابه لا محدودة
وفي الواقع فإن عقلك اللاواعي هو الذي يتحكم في سلوكك وفي برمجة اتصالك مع الآخرين وأيضا ردود فعلك التلقائية في الكثير من المواقف.
الأخبار السارة هنا هو أنك تستطيع بسهولة التحكم في عقلك اللاواعي وتغيير برمجته بما يضمن لك اتصالا أفضل مع الآخرين.

مثلا هل تعاني من مشاعر سلبية نحو شخص ما؟ اجلس مع نفسك فكر في الأمر, إذ لا يوجد شخص شرير في داخله, استخدم الفرضية الثالثة.. (يوجد نية إيجابية وراء كل سلوك).. ركز في هذه النوايا الإيجابية.. وأوجد تفسيرا مختلفا للموقف ثم زود بها عقلك الواعي، من ثم سيقوم عقلك الواعي بتزويد عقلك اللاواعي بنفس المعلومات الطيبة وبالتالي ستجد نفسك تمارس اتصالا أفضل من أي وقت مضي..

11- إن الجسم والعقل يؤثر كل منهما في الآخر:
نعم.. فكل من الجسم والعقل له تأثير مباشر وقوي على الطرف الآخر..

مثلا فكر في شيء تكرهه بشدة.. راقب تعبيرات وجهك..غالبا سيكون تعبيرا مقطبا عابسا.. وعلى العكس لو فكرت في شخص تحبه أو موقف لطيف حدث معك.. ربما تبتسم تلقائيا أثناء التفكير في هذا أليس كذل ؟

والآن جرب ما يلي:

الآن وأنت تجلس أمام شاشة الكمبيوتر.. نكس رأسك, اهبط كتفيك, تنفس ببطء, ضع تعبيرا عابسا على وجهك, ثم قل.. “أشعر أنني في حالة رائعة!” غالبًا ستشعر أنك تخدع نفسك!

جرب شيئًا آخر.. أرفع كتفيك أعلى.. خذ نفسًا عميقًا شد قبضتك.. ثم قل “إنني في حالة بؤس”

أعتقد أن هذا لن يفلح أيضًا.

لذا فكلما شعرت بمشاعر سلبية.. راقب تغيرات جسدك.. ألغ نصف هذه الخبرة السيئة عن طريق تغيير تعبيرات وجهك وجسدك وقل “أنا قادر على معالجة هذا الموقف”

وثق بأن هذا هو الطريق الصحيح للسيطرة على كافة مشاعرك فيما بعد.

12-إذا تمكن شخص ما من فعل شيء ما فإن أي شخص آخر من الممكن أن يفعل الشيء ذاته:
إن هذا مبدأ هام من مبادئ البرمجة..إذا كان شيئا في مستطاع إنسان فاعتبر هذا الشيء في متناولك أيضا مهما كان هذا الشيء..
لكن بشرط واحد أساسي هو أن تكون معتقدا بإمكانية حصولك على هذا الشيء..

إن هذا الشرط أساسي وجوهري.. وبدونه فإنك لن تستطيع الحصول على أي شيء فالإنسان لا يبذل أدنى مجهود في الحصول على شيء هو موقن باستحالة الحصول عليه..

سأضرب لك مثالا مبسطًا أنت الآن تجلس في حجرتك.. هل تؤمن بإمكانية الوصول إلي الباب؟.. نعم..؟
إذن ببساطة أنت ستحرك قدميك فتصل..
أما لو تخيلنا شخصا يؤمن تماما باستحالة الوصول للباب.. فإن هذا التفكير ببساطة.. سيعوقه.. وبالتالي فلن يتحرك.. وبالتالي فلن يصل فعلا!
في أحد المرات سألني أحدهم عن الهدف الذي أتمنى تحقيقه وأنا مؤمن أنه من المستحيل أن يتحقق فأجبته بأنه لا يوجد شيء كهذا.. فالعقل لا يضع ضمن أهدافه أصلا أهدافًا مستحيلة..
فقط ثق بقدراتك.. وأعلم أنك شخص فريد من نوعك ولا يوجد شخص آخر يشبهك.. لا هنا ولا في أي مكان آخر..
وابذل أقصى جهدك لترتقي بحياتك.. وتكن كما تحب أن تكون.

3 comments:

  1. يقول الله عز و جل
    “ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
    وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)” الأنفال
    “.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...(11)” الرعد
    ده اللى أقدر أقوله فى الموضوع ده
    لا كلام يأتى بعد كلام الله عز وجل
    تحياتى

    ReplyDelete
  2. الله عليكي يا ضي القمر
    انتي بجد قلتي
    اصدق تعبير عن التغيير

    إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

    وربنا ادانا الطريق سبحانه
    شكرا ليكي ولمشاركتك الرائعه

    ReplyDelete
  3. بذمتك مش حرام تاخد مجهود غيرك وتنسبه لنفسك ؟
    هذه سرقة علنيه لأن هذا الموضوع موضوعي وكان من الأجدر بك ان تذكر مصدره الأصلي يا باشا

    ReplyDelete

باضافة تعليق انت تساهم في اثراء الحوار
وتعرض وجهة نظرك التي سيستفيد منها الاخر
بالتاكيد