Friday, November 28, 2008

أسئلك الرحيل

كم تمشينا سويا لسنوات مضت وجمعتنا ذكريات طويلة
اتذكر حينما كنا ننظر للشمس وقت الغروب
واحدثه عن ما وراء الافق ما وراء حدود الخيال عن ما يخبائة لنا الغد
وعدته ان ابقي دائما بقربه
وكنت كذلك
صاحبته في كل طريق مضي فيه
حين احب وحين جلس وحيدا يكتب اولي خطابات الحب
حتي عندما جلس ليكتب الشعر كنت انا من يملي عليه كلماته
حتي عندما قرر الرحيل لم اتركه يرحل وحده
رحلت معه وعشت الغربة معه
كنا نجلس صامتين في ليالي الشتاء علي اضواء الشموع ننظر سويا للقمر
ونحادثه دون حتي ان نتحدث كان يعلم دائما اني لا احتاج ان يتكلم لاشعر به
فدائما لم يجد غيري يشعر به
حتي عندما فقد اغلي الاحباء ووقف مزهولا غير قادر علي النطق
يستجدي الدموع لتريحه ولا يدمع كنت ادمع انا ليشعر هو بالراحه
كنت اشكي ليشعر هو بنه ابدا لم يكن وحيدا
وعندما عصف بنا الايام وشردتنا لم نفترق تلفحنا من البرد بالسماء سويا
خاصمنا الكلام سويا وعانيانا وتالمنا سويا
وتعبنا ونجحنا سويا
كان دائما يعمل وانا ادفعه ليثبت انه بحق انسان عاشق حر
كنت دائما سره الذي يخفيه عن العيون
وطاقته التي لم يعلم بامرها احد
لكنني لم اعد اصلح ان اشاركه حياته بعد الان فرغم كل ما صنعته لاجله
كفر بي واعلن عصيانه علي ولم يعد يؤمن بي
رغم كل ما صنعته لاجله وكل ما عانيته لاجله
لقد قررت بعد كل ما فعل بي وكل ما اصابني منه من المان ابقيه وحيدا
واجعله في ليالي الشتاء يتمني حتي الدمعة ولا يجدها
وان استطاع ان يدمعها فستتجمد علي خده لاني لن امسحها له
لن اراف لحاله او اهتم لشانه سارحل ليبقي وحيدا ليعيش وحيدا ويموت وحيدا
وليصبح نجم في السماء افل دون ان يشعر به احد او يشعر احد بوجوده
لقد قررت الموت انه قرار صعب وهو الذي دفعي اليه ويشق علي ان اعيش لاجله
كل سنوات عمري الماضية ولا يهتم هو لاجلي ويتمادي في تعزيبي والحقاء الالم بي
ساموت ليعيش هو بلا حياة ولا قيمة

Wednesday, November 19, 2008

فلسفة الموت

وقفت ووقفت امامي
تتامل وجهي في حيرة غريبة
ونبتت بعينيها دمعة كلها حزن ولوعة
اخذت تنظر لي وكئني املها الضائع
وحلمها الغائب وحياتها المفقودة
وعمرها الذي راح وقالت :
الم تعد تذكرني يا تامر؟
قلت لها والخجل يملئني
ابدا لم انساكي
ولم تسعفني الكلمات فرحت في صمت وشرود
تركتني وذهب للغرفة المجاورة ومن بعيد سمعت صوت بكائها واهاتها الحارقة
لقد جرحت مشاعرها من جديد
لم تكن حبيبة هجرتها او احد فرقت بيني وبينه الايام
بل كانت ام اعز اصدقائي التي دائما كانت دائما تعاملني كئبنها وكم اتذكر ليالي طويلة
لسنوات مضت قضيناها سويا انا وهو وشاركتنا فيها
لكنه رحل ربما تعني الكلمة معاني كثيرة لكنه الرحيل عن الدنيا ما اقصد
في رحلتي في الحياة كان للموت دائما دور البطولة
رحل عني الصديق والجدة التي ربتني طفلا صغير ورحلت عني حتي من احببت
كلهم عجزوا عن الصمود اما قيمة الموت فهو القدر الذي لا رجعة فيه
عندما تسمع ان احدهم مات اول ما يدور بذهنك -ياه ده كان لسة معايا امبارح- ده كان بيكلمني من يومين- وخواطر اخري
كثيرة كلها تعجب من فاجعة الموت
وعندما تمشي في جنازة واستطعت ان تسمع فيما يفكر كل من فيها
فلا تتعجب ان وجدت ابناء الميت يفكرون في الميراث والمشيعون يفكرون في الحر وطول الطريق
وحتي التربي يفكرفيما سيدفع له وحاملي الجسمان يفكرون
لماذا عليهم تحمل ثقله في الحياة والموت ايضا لكن ما لم يفكر به احد
ماذا سيحدث عندما يحمل مثله؟! ربما يكون هذا هو السؤال الصعب حقا
لكن الموت لا يعني فقط الخروج من الدنيا فكثير من اهلها اموات ايضا
فكثير من الناس يحيا في الدنيا بلا قيمة ولا سعادة ولا لحظة امل
قد تحلم طويلا بشيء جميل وعندما تحققه تكتشف انه لا قيمة له
وان الامر باكمله مجرد وهم عشته وحدك ولا وجود له في الحقيقة