انا وهي والحب

الحب الاول لهذه الكلمات وقع خاص في ذاكرة كل منا لانها بوابته لعالم من الاحلام الفضيه
الجميله والخيالات الطفوليه العزبه
الحب الاول في حياتي كان كمدينه من الاحلام كلما تمشيت في شوارعها اكتوي قلبي بنار احتراقه وولعه بمن احب
ولانه الحب الاول الذي لا يغيب عن الفكر بمرور السنين ويبقا في القلب تاركا اثاره مع كل يوم من ايام العمر
فهو الحب الاكثر غرابه والاكثر برائه ان حبي الاول جعل من ايام طفولتي ايام فريده
رغم ما كان يملئها من حزن ووحشه لان هذا الحبيب الغائب لا يربطني به سوي صوت مجرد
لكنه كان ياتي لي ومعه كل الوان الحياه وسعادتها وجمالها
فكنت مع صوتها اشعر بالجنه وكم من ايام كنت مضت وانا افرغ فيها واختلي بنفسي واجلس في غرفتي وحيدا بعد ان اغلق بابها علي نفسي
واختلس من السعاده لحظات وانا استمع لصوتها الاتي لي من هذا الجهاز العجيب السحري المسمي بالراديو
فقد كانت حبيبتي احد مزيعاته
قد يشعر البعض بالغرابه او بالتعجب من كلماتي لكن صوتها الجميل وضحكتها الساحره رسمت لي اجمل معالم روحي
وشكلت وجداني فكنت في الصباح لا استطيع الاستمتاع بالحياه الا وانا ابدا يومي ببرنامجها الرائع تسالي الذي استمتع به الي الان
وكم كان صوتها ساحرا منعشا يملئه الانطلاق والحيويه الجميله وهي تردد كل يوم وكل صباح

شعارنا
غمض عنيك وامشي بخفه ودلع
الدنيا هي الشابه وانت الجدع
تشوف رشائة خطوتك تعبدك
لكن انت لو بصيت لرجليك تقع
عجبي

وكم من عجب تعجبته امام هذا الصوت الساحر الغامض الجميل
الذي كان يدفعني غموضه للسهر في ليالي الطفوله المبكره وانا حائر وكنت اقضي دائما يوم الثلاثاء مع اولي دقات منتصف الليل
لاسمع اروع عمل اذاعي والذي يحمل اسم قصة فيلم
وهو عباره عن مسلسل درامي ذو حلقات منفصله كل حلقه عباره عن عرض لفيلم او قصه او روايه عالميه
يقوم ممثلون بتمثيلها مع كل حلقه لكن الاروع في كل هذا ان البطله الرئيسيه للحلقات كانت هي
وكانت تتجسد امامي في اروع الادوار
في دور جوليت وكاتي وكاترينا وفي دور ماري وجين والكثير من الادوار التي كانت تجسدها وانا اجسد امامها دور البطوله
فكنت في رواية روميو وجولييت حبيها الذي كان يقف اسفل الشرفه ينتظر ان تطل اليه ليفترس من سحرها شيء يحيه ويعينه علي نار وحشته وفي رواية تروض النمره كنت السيد الذي تزوجها
وجعل منها امراه تقطر حب وحنان بعد ان كانت شرسه متوحشه
وفي رواية الرجل الاتي هناك من بعيد كنت الرجل الذي عاشت عمرها كله في انتظاره والتي كانت تقف كل يوم طيلة عشرون عام
تنتظره علي شاطيء الميناء وتنتظر معه الحب
وفي رواية الحب الاول كنت انا هذا الشاب الصغير الذي ذهب ليقضي الصيف في مزرعته مع والده والذي ظل يحبها ويعتقد حبها له الي ان اكتشف انها تحب والده وان والده يبادلها الحب
وفي رواية احدب نوتردام كنت الاحدب الدميم التي سحرته ازمرلدا الفتاه التي تلعب الالعاب السحريه في الميدان وجعلت من دمامته رقيقه ووداعه وعطف
حب وهجر وخيانه وشوق وحنين وصمت وكبرياء لقد عشت معها كل معاني الحياه
لكن دون ان اراها ولا حتي اعرف عنها الكثير
لكن هذا الطفل كبر وقد اتي للقاهره الان ومن حقه ان يعرفها وان يشعر بحبها له كما احبها
لكنه في النهايه يكتشف انها اكبر منه بسنين طويله وانها رئيسة الاذاعه المصريه وهو شاب في بداية حياته الجامعيه
فقط يحبها ويعشق صوتها الساحر وكم كانت سعادتي حين رئيتها للمره الاولي
في صوره ابيض واسود في جريدة الاهرام وهي تتحدث عن استعداد الاذاعه لشهر رمضان
ورغم مرور الايام والسنين يبقا الحب الاول ذكري جميله لي ليالي جمعتنا سويا انا وهي والحب