أم مصرية ككل الامهات صنعت طوال حياتها اسرة سعيدة
وشعرت يوم زواج ابنها الاكبر طارق
انها في اسعد ايام حياتها فهكذا دوما الام اعظم لحظتها التي لا ترتبط بها بل ترتبط باسرتها وابنائها
لكن قدر الله ان يموت طارق بعد اقل من شهر من الزواج وتموت معه هذه الام تموت مشاعرها وتموت ابتسامتها وفرحتها لكن رحمة الله واسعة قدر الله ان يتزوج ابنها الاصغر وينجب لها طارق جديد
طفل جميل صغير جاء لييحي بداخلها كل ما قد مات ولان رحمة الله وسعة كل شيء
ولان الله يعلم قلب الام وهبها الله هذا الصغير اكراما لصبرها ورضائها بقضاء الله
لكن للاسف الحب رغم عظمته وقوته احيانا يموت بعد ان يولد ويكبر ويثمر
فالحب ليس الاساس الوحيد لحياة سعيدة فكل انسان منا له ثقافته وافكارة وعاداته وردود افعاله المختلفة تجاه اي موقف يمر به ما يمكن ان نطلق عليه برمجته الذاتية وليلة العمر هي اول التقاء حقيقي بين البرمجتين
برمجة الزوجة وبرمجة الزوج وكعادة البشر يحاول دائما ان يظهر افضل ما فيه لكن مع الايام يظهر الاختلاف
هذا الاختلاف في البرمجة بين الزوجين يودي الي الصراع وبدلا من ان يفهم كل منهم برمجة الاخر ويحتويه ويدفعه للتغيير بالحب يلجئون الي الاهل والحب علاقة بين اثنين ولا مكان فيها لثالث وعندما يدخل الثالث تنتهي العلاقة ويموت الحب ضحية الجهل وعلي طول الايام يصبح الصلاق هو النتيجة المحتومة وكان ما كان وكانت الضحية طارق الصغير
وعادة الام من جديد لتفقد ليس ابنها فقط وحفيدها ايضا وكأن اسم طارق اصبح لا يعني لها سوي العذاب
والحياة بعد الطلاق حياة مختلفة لغتها الوحيدة هي القوانين والقضايا والمحاكم والشياطين (المحامين)
لكنا كعرب تحركنا مشاعرنا وللاسف تنقلنا احيانا من قمة الحب الي قمة الكراهية
ويفاجا الاب عندما يقابل ابنه الصغير ان طفله لا يعرفه يخاف منه بعد ان افرغت الام في راس الصغير
كرهها في والده حتي ان طارق عندما شاهد اباه للمرة الاولي بعد الطلاق شعر بالخوف
هل هذا طبيعي هل طبيعي ان يحرم الزوج من روية ابنه
القانون يقول يحق للزوج روية ابنه ساعتين اسبوعيا في حديقة او مكان عام تحت المراقبة
هل هذا منطقي ان يعيش اكثر من 7000 طفل مصري لا يري والده ولا يسمع عنه غير الكراهية
اننا نخلق مجتمع غير سوي جديد فلا داعي ان نتعجب لوجود اطفال الشوارع او لوجود الجريمة والعنف
اذا كنا باننانية زرعناها في اطفالنا لاننا اخطئنا في تحديد شريكة الحياه
انا اطالب في هذه البوست بتغغير عيد الام فما اهمية ان يكون للام عيد ولا وجود للاسرة
يجب ان يصبح العيد عيد للاسرة يشعر فيه الطفل بانه يعيش في اسرة سعيدة
ويجب ان نغير القوانين ليتمكن الاب من اصطحاب ابنه يومان اسبوعيا ايام الاجازة الي منزل والده
وسوف يطرح هذا القانون علي مجلس الشعب في الايام القادمة
ويجب ان نشارك جميعا في نشر معاني الحب ودعوة كل مطلقين الي اعادة التفكير في ما ال اليه حال اطفالهم
حتي نستطيع ان نحتفل بعيد ليس فقط للام بل للسرة كاملة
ملحوظة: قضية الطفل طارق قضية حقيقية ووالد الطفل الان في السجن لانه خطف ابنه لتراه جدته رغم الحب الشديد الذي مع الزوجين قبل الزواج لكن الحب وحده لا يصنع الزواج